احلامي ..............................

لقد سيطر على معظم كتابتي الحزن والكآبه والسبب ان هذا ما اراه من معظم الفتيات في مجتمعنا, بدأت اشعر بالشفقه على الفتاه في هذا المجتمع وكل ما يخطر ببالي في الفترة الاخيره هو امنيه ان تعود الى الدنيا الخلافه الاسلاميه لأنه فقط بالحكم الاسلامي يمكن ان تعود للفتاة كرامتها المفقوده, وتعود اليها قيمتها التي فقدتها مع تغير المعايير والقيم في مجتمع خلا من الرحمه من المحبه ومن الدين .
لذا اسأل الله ان يعود الناس الى الدين وتكون توبتهم توبة اخلاق وقيم وعقائد وليس توبة عبادات فقط , فكم بحاجه هذه الفتاه المسكينة الى ان تعود سلوكيات الناس اسلامية, واخلاقهم اسلاميه, وآدابهم وتعاملهم معها كما امر الدين.
واعود الى الاحلام لأوضح امري واوضح كلامي الذي ربما التبس على البعض, فإحدى فتياتي قالت لي يوما وفي عينيها سهام توجه الكراهيه والحقد للعالم: حلمي ان يسأل عني ابي, ان يستوقفني يوما وانا خارجه من المنزل ويقول لي الى اين انت ذاهبه, ولماذا تلبسين هكذا, سنوات وانا اقصر ثيابي واضيقها حتى يعترضني ولكنه لم يفعل , انه ابي احب حضوره للمنزل احب ان اسمع كلماته ولكنه نادرا ما يسأل عنا, اين هذا الرجل من تكليف الله , الم يكلفه الله برعاية اسرته وبناته, اين هذا الرجل من اخلاق الاسلام, اذا كان الرسول صلى الله عليه وسلم يتفقد من يؤذيه عندما يغيب, وهذا الرجل لا يتفقد ابنته, اين هو من حديث الرسول صلى الله عليه وسلم " لا يدخل الجنه ديوث" وابوها رجل يصلي في المسجد ويحتسب عند الناس ملتزما, هل ضاق الدين في عصرنا حتى يقتصر على العبادات؟ ولفتاتي اقول : حلمك بسيط فحققيه, توجهي اليه اطلبي مشورته شجعيه على التدخل في حياتك من خلال سؤاله والتوجه اليه.
*فتاه اخرى كتبت لي على قصاصة ورق صغيره وجدتها تحت باب غرفتي " حلمي ان اضحك يوما من قلبي وان ازيل جو الكآبه من حياتي". فتاتي، ما اجمل حلمك وما اروعه, فلك اقول املئي حياتك بالخير تزول عنك الكآبه, ابدئي بالايمان اولا فهو مفتاح لأصعب الشرور , ثم اشغلي وقتك بعد رضا الله بما يعود بالفائدة على عائلتك وبلدك ووطنك, لا تنسي ان تهتمي بنفسك, وان تبحثي عما يسعدك برفقة صديقاتك, اذهبي معهم برحلات، تجولي بين احضان الطبيعه، قومي بالتمارين الرياضيه، تنفسي الهواء النقي, تفكري في خلق الله, تفكري في الطبيعه في بديع صنع الله.
التفتي الى نفسك واهتمي بصحتك وبأسرتك, عندها انا متأكده انك ستجدين لحظات تضحكين من داخل قلبك وتستمتعين بوقتك وتفرحين بأيامك كلها. ازالة الكآبه تكون بيدك وانت من تستطيعين ازالة هذه الغمه من طريقك.
*واستوقفتني دموع فتاة أخرى, نظرت الى عينيها سألتها ما بك؟فلم تجب, واستمررت في انشغالاتي واذا بالفتاه تعود لتسألني " متى سأحقق حلمي؟" فتركت اشغالي ونظرت اليها وسألت : " وما حلمك الكبير؟ " اجابتني "حلمي ليس كبيرا انما حلم صغير جداً " سألتها:" وما هو الحلم الصغير الذي أغرقك بالدموع؟ " " اني اريد والدي ان يفهمني ان يستوعب قدراتي, ان يفهم حاجاتي, ان يتقبل صديقاتي, وان استمر بحياتي, ان تنتظم حياتي, وان تصبح اسهل وابسط" .
حلمها مركب( اريد ان يفهمني ابي), وكيف يمكن لأب ان يفهم فتاه مراهقه, فتاه لا يوجد لديها احلام كبيره, بسيطه الى ابعد الحدود , ضعيفه الى اقصى الدرجات, رغباتها واحلامها في هذه الدنيا قليله تحلم بأب يفهمها, يفهم انها تحاول وتجتهد من اجل النجاح بدراستها ولكن هذا اقصى ما تحصل عليه, ليس لأنها مهمله وليس لأنها لا تحاول انما لأن هذا ما تستطيع. حلمها ان يفهم أبوها حاجاتها وما حاجات فتاتنا , ان تذهب للمدرسة , تلتقي بصديقاتها, تضحك, تزور صديقاتها , وان تؤخر الخطبة والزفاف حتى نهاية الثاني عشر, وحاجتها الاساسية ان تنهي الصف الثاني عشر دون ان يهددها كل يوم بإخراجها من المدرسة. لهذه الفتاه اقول: حلمك البسيط، لتحقيقه انت لست بحاجه الى دموع انما الى قوة, استثمري وقتك بالطريقه الصحيحه, استعيني بالله ولا تنغمسي بالاحزان بعد كل حدث بسيط واستمري في محاولاتك من اجل النجاح, بعد كل نجاح بسيط سوف يشعر ابوك ان هناك سببا لإبقائك بالمدرسة, وابوك يحبك، يقلق عليك استغلي ساعات هدوئه لتتقربي منه وتشعريه انك بحاجه اليه.
*واخيرا اريد ان انهي مقالتي بحلم جميل لإحدى الفتيات التي قالت: " انا فتاة انهيت الصف الثاني عشر, نتائجي ليست كما توقعت, وزاد الطين بله البسيخومتري, ولكن حلمي بالالتحاق بالجامعه ما زال موجوداً"
لها اقول : سدد الله خطاك وفرش طريقك بالورد وانارها بمصابيح الهدى وعطرها بالشذى, استمري في محاولاتك ولا تيأسي فاذا لم تلتحقي هذا العام ما زالت الاعوام المقبلة موجودة, وابذلي كل جهودك، حددي ما تريدين على ان يكون مناسبا او قريبا من قدراتك, فلا تضعي حلما بعيدا عن تحصيلك حتى لا تفشلي وعندها تشعرين بالاحباط. افحصي ما هي طلبات الجامعه العامه وافحصي ما ينقصك, ورممي اين يمكنك الترميم, وضعي قدراتك فيما يجب واستمري بالحلم. واذا انشغلت في الصف الثاني عشر عن التحصيل فاعلمي ان وضعك جيد لانك ادركت خطأك , والان استمري وثابري وحلمك يتحقق فقط بجهدك واصرارك وحتى لو فشلت هذا العام فسوف تكون هناك اعوام اضافية, ولكن خططي بطريقة صحيحه وضعي جهودك بالضبط بالمكان المناسب.
ولكل صاحب او صاحبة حلم اقول :
حلمك هو طفلك الرضيع لا ينمو ولا يكبر الا اذا رعيته بالشكل الجيد والسليم وبالعناية التامه, وكما تسهر الام وترعى رضيعها, اسع انت الى رعاية حلمك.