احلام الفتيات بين الخرافة والواقع

لكل منا في داخله مزيج من الأحلام والأمنيات تتشكل بامتداد مشاعره وأحاسيسه وتعبر عن رؤاه وانفعالاته فله حياته ومشاغله الخاصة التي ترسم على محياه جروح باليه مثقلة بالهم والتعب وعندما يتنحى هذا الوجه المتعب

ليتنفس الصعداء إذ به يهرب بسرعة لعالم الأحلام حيث الواقع يلتقي بالخيال فيتعانق الاثنان لتبدو الحياة خفيفة مشرقة وتمتلئ باللحظات السحرية الهادئة.. من هنا كانت لنا رحلة استكشافية في أعماق قلوب الفتيات لنرى أحلاماً بعمق الإحساس والمشاعر عبرن عنها بشفافية وتناغم..أسعد بصحبتكم في هذه الجولة الغامرة بالأحلام ..هيا دعونا نبدأ.
عزة الإسلام حلمي"هيلة الزامل" تشبه حلمها بعقد كاللؤلؤ المنظم الذي تراه ينفرط فجأة ويتبعثر بين يدي واقع مؤلم،.. هذا مثل حلمي الذي نسجت مخيلتي خيوطه.. فلطالما حلمت بعزة الإسلام تمد كل إنسان بالقوة ليصبح من أسياد هذه الأمة ولكنني أرى واقعاً مؤلماً وجرحاً غائراً ينتظر يوما ترفع فيه راية النصر للإسلام خفاقة..
"أما فيحاء " فهمها النجاح والخير في الدين والدنيا وأن تفوز بالجنة وتنجو من عذاب النار. ومن منا لا يعيش هذا الحلم؟

تحقيق الذات.. السعادة.. رضى الله
تلك عناوين عريضة تشكل جذر المعادلة الحياتية التي ينشدها الجميع على اختلاف طبقاتهم وميولهم، حول هذا تقول الولهانة : أتمنى أن أتمم الدراسة وأحصل على الوظيفة بأسرع وقت. وتعقب مها: حلمي وغاية مناي رضا الله عز وجل ثم رضا الوالدين وأن يرضى عني الجميع فأعيش مرتاحة البال. وغير بعيد عن تلك المعاني تتحدث ريم العتيبي بقولها: حلمي الذي يتمثل أمامي دائما هو إنهاء دراستي الجامعية ثم أكمال الدراسات العليا. وتضيف ريانة:إن لكل مرحله من مراحل الحياة حلم خاص.. وها أنا اليوم أكتشف سخافة أحلام مرحلة الطفولة والمراهقة ففي الطفولة كان حلمي متابعة المسلسلات المدبلجة وفي المراهقة أن يحصل الهلال على كل البطولات، أما الآن ومع احتفاظي بروح الشباب فقد أصبح حلمي هو "الهداية" هي فقط التي تشغل تفكيري ليس بالنسبة لي فحسب بل لشباب وفتيات الأمة... فهل يتحقق هذا الحلم أتمنى ذلك.

عزة الإسلام وعيش المسلمين بكرامة
وبنظرة أكثر شمولية تعبر خلود جمعان عن أمانيها بقولها: حلمي أن يعيش الناس بسعادة وهناء وراحة واطمئنان بدون أن يكون بيننا فقير ولا جائع ولا معذب ولا قتيل وأن تتحرر بلاد المسلمين من دنس الاحتلال والاستعمار وأن يعيش الناس بسرور في ظل الطاعة والعبادة لله وحده.. وغير بعيد عن تلك الأماني تقول نوره .س: أتمنى أن أصبح سحابه في سماء غائمة فأزور الأندلس وأسكب عبراتي ودموعي على قرطبة وغرناطة والآثار الإسلامية هناك، وأتغنى بأبيات أبو البقاء الرندي: لكل شي إذا ماتم نقصان ، فلا يغر بطيب العيش إنسان.

كالعصفورة أو في سفينة
أما تهاني الردين فعبرت عن أمانيها بهذه الكلمات: أحلم أن أكون عصفور يحلق في السماء، يطير بعيد عن البغض والكراهية التي تملأ قلوب الناس ولكن العصفور لا يسلم أيضا من يد الصياد..فهل من حل,,؟ . وفي نفس الإطار تتحدث ريما الدايل وتقول: أتمنى أن يتحول العالم إلى محيط لا نهاية له.. محيط يحمل سفينة ضخمه تكتظ بالبشرية يؤلف بينهم قلب ملي بالمحبة وجميعهم على قلب واحد.. ويعلو قمة السفينة شعار المحبة في الله ولا اسمع في تلك الأجواء سوى صوت دعاء الخير ولكن عزائي أنه بعيد المنال!

الواقع المر
ومن خلال عرضنا لبعض النماذج فإن من الفتيات من يستهويهن الجنوح دوما بأحلامها نحو عالم الخيال بفضائه الواسع الرحب، بعيدا عن الرواسب والواقع القاسي لبعضهن. وحول هذا تقول المشرفة التربوية الأستاذة خديجة المحسن:يجب أن نعرف أن التنشئة الاجتماعية والأحداث اليومية لها دور في تشكيل الأحلام والأمنيات، ويجب أن تعرف الفتاة الخطأ والصواب في الحلم، فمن غير الملائم أن تتعلق الفتاة بأحلام فلسفية غير منطقية، وتبني عليها أمورا واقعية، لذا أرى أن على الفتاة أن تبني أحلامها من جديد على قيم ومفردات من الواقع، فالحلم وحده لا يكفي بل عليها أن تضع في ذهنها التخطيط وأن تفعّل طاقتها ونشاطها لتحقيق الحلم الذي يمكن أن يصل بها إلى الرقي والازدهار.. وتضيف: جميل أن يكون لها أهداف والأجمل أن تبدو أكثر تفاؤلا بواقعها فتكون راضية عن حياتها وعليها أن تواجه العوائق والصعوبات التي قد تعترض طريقها وتخطط تخطيطا سليما للتصدي لها.. وعند ذلك سيكون تحقيق حلمها سهلا وممكناً إن شاء الله.

أيهم أكثر تعلقا بالأماني الفتيات أم الشباب..؟98% من العينة حسب الإحصاء الذي واكب انجاز هذا التحقيق ترى أن الفتاة هي الأكثر اندماجاً في أحلام اليقظة والتطلع للأمنيات مقارنة بالشاب الذي يميل للتمرد والاستقلال والتحدي في حياته. أما السبب حسب {الوديع} فلكون المجتمع يهتم بالفتاة أكثر من الشاب وكذلك الأسرة.. أما {أبو فهد} فيقول لأن الفتاة مكبوتة حريتها داخل المنزل فهي مضطرة لأن تحلم,, ويقول{مسافر}لأن الفتاة رومانسية وتحب الأماني والخرافات. أما الفتيات فلهن رأي آخر
فبرأي (الأصيلة) الفتاة تميل للأحلام كحل للقلق والتوتر الذي تعيشه وتحس به وتعانيه من حولها.. وأحيانا تميل للأحلام لشغل وقت فراغها ولتضع هدف تسعى لتحقيقه.

أما سارة الروقي: فترى أن الفتاة بطبيعتها نظرتها أعمق من الشاب وتفهم الحياة أكثر منه أما الشباب وليس جميعهم غالبيتهم أفكارهم سطحيه.
زينب الوقيان ترجع ما أسمته تفوق الفتاة على الشاب في الأحلام والطموحات لأنها أكثر تحمل وصبر وقدرة على مواجهة المسئوليات.

مابين الواقع والخيال
في هذه الفقرة حاولنا استقصاء واقع الفتيات من خلال أحلامهن وكونها واقعية أم خيالية في الغالب، وأيها يفضلن ولماذا؟53% حسب الاستفتاء تفضل الأحلام الواقعية و47% تفضل أحلام الخيال، تقول..لطيفه الهويمل الخيال فسحة للعقل وهو الذي يصنع النجاح.. وتخيل الشيء يرسخ في اللاشعور فتوظف الفتاة طاقاتها لتحقيقه.منيرة الدريهم: يا أختي وقائع اليوم ما هي إلا أحلام الأمس.جميله: أحس أن الخيال يزيل الإحباط واليأس ويشعل الحماس.أسماء البخيت: لا أرى اختلافا بين الأحلام من حيث النوع واقعي أم خيالي المهم هو القدرة على تحقيق الحلم.
بنت السعودية: أنا إنسانة واقعية وأبني أحلامي على هذا الأساس لكني بحاجة إلى من تعينني وتهديني لطريقة واضحة وجديرة في التخطيط للوصول إلى هدفي ومبتغاي.

وماذا عن حدود أمنياتك؟
(سميرة .ع): أنا أرى أن لا يكون هناك حد للأمنيات والأحلام، فعندما يتحقق طموح للشخص عليه أن يبدأ يرسم من جديد أمنية أخرى ويحاول تحقيقها فينتقل من نجاح إلى نجاحات حتى يصل إلى أفضل النتائج وأنبل الأهداف.لطيفه الهويمل: الفتاة التي حلمها وطموحها يقف عند الدراسة والوظيفة والزواج، أقل ما يقال عنها أنها بلا طموح، لأنها لم تحقق شي جديد بل تعتبر شخصيه عادية مثل الآخرين، نعم الدراسة والوظيفة والزواج شي مطلوب لكن الفتاة مطالبة بأمنيات وأحلام أكثر وأعمق من ذلك. أما بالنسبة للعقبات التي تقف أمام تحقيق الحلم فكانت معظم الإجابات تعيدها إلى العجز والتكاسل وعدم امتلاك آليات تحقيق تلك الأهداف.. وكذلك الخوف من البدايات.. وهناك أسباب أخرى كالأهل والظروف المادية وعادات المجتمع التي تقف أحيانا ضد تحقيق الهدف.أخيراً فإن المحصلة النهائية تشير إلى أن 83% من الفتيات يختزلن في ذاكرتهن الكثير من الأمنيات والأحلام ويدركن أهمية التخطيط والسعي لتحقيقها، وأن 12% ليس لديهن أمنيات محددة، بينما تفضل ما نسبته تقريبا 5% أن لا يشغلن أنفسهم بأحلام وأمنيات قد لا تتحقق فهي في نظرهن ضرب من الخيال الذي ليس له قيمة.
إضاءة
بالأحلام نسكن قصورا ..وبها نبني دورا.. رائع أن يكون لكل منا حلما عميقا كعمق البحار الواسعة لكن من المستحيل أن نجعل الأسماك تحلق في السماء.. والعصافير تغرد في أعماق البحر.. فكوني أكثر واقعية لكي تكون لك قيمة في الحياة.

...عزيزتي..
جميل أن يكون لك خيال واسع لكن اجعليه في مستوى إمكانياتك وقدراتك ورددي على مسمعك الحكمة التي تقول "المجد لا يعطي إلا لأولئك الذين حلموا به دوما ". إذا قرري أن تمضي في استكشاف المزيد من أحلامك وأمنياتك ثم ارسمي في مخيلتك صورة للنجاح واستذكريها دوما وتخلصي من مشاعر اليأس والفشل وتحرري من الإحباطات المتراكمة في ذهنك .يقول الكاتب الأمريكي (جاي فينلي) : "تحرير الذات ليس هو العيش في ظل الأحلام التي تؤلم القلب، بل ما كان يمكن أن يكون".عزيزتي,,, عندما تتلاطم أمامك الأمواج ثائرة امتطي صهوة الأمل والصبر في تحقيق أحلامك واحذري أن تكوني شظية اشتعلت ثم انطفأت.

مشكووووووووووووورة حلوة امنياتك المتميزة الله يحققلك ياها

انا امنيتي اني حب بنت حب حقيقي واتزوجهااا ونعيش مع بعض طول العمر ومانفترق


مشكورة علموضوع الرائع