مشاكل المجتمع لشباب

يواجه الشباب السوري عدة مشكلات تعيق مساعيه لبناء الذات، ويبذل معظم الشباب السوري جهوداً كبيرة قبل الحصول على الشهادة الجامعية، أو تعلم مهنة ما، ومن ثم تأمين فرصة عمل مناسبة، وحالما ينجح الشاب السوري، هذا إن نجح، في تأمين فرصة عمل تؤمن له دخلاً معقولاً يسمح له بالتفكير مبدئياً بالزواج وتأسيس أسرة، يصطدم بالمشكلة التي باتت الآن المعضلة الرئيسية لدى غالبية الشباب السوري، مشكلة تأمين المسكن.

ولما كانت شرائح المجتمع السوري القادرة على تأمين مسكن لأبنائها من أجل الزواج، شرائح محدودة للغاية، تبقى غالبية مجتمعنا في مواجهة معضلة تأمين المسكن لأبنائها المقبلين على الزواج، ونجد هنا خيارات قليلة للغاية أمام هؤلاء، فنجد أسراً تبيع منزل العائلة في منطقة ما من المدينة، لينتقلوا إلى منطقة أخرى، أدنى اجتماعياً، فيشتروا فيها أكثر من بيت بغية تأمين منزل للابن، أو للأبناء، لكن في مقابل الشريحة القادرة على إيجاد هذا الحل، تعجز شرائح أخرى كثيرة من مجتمعنا عن ذلك، لأن سعر مسكنها الحالي لن يمكنها من شراء منزلين في مكان آخر، وهنا يصبح على الشاب أن يجد الحل بنفسه.

بقي حل استئجار بيت، الحل الرائج والمقبول لفترة طويلة، وكان ذلك الحل يؤمن إمكانية الزواج وتأسيس أسرة للكثير من شبابنا، إلى أن قفزت أجارات البيوت في سورية قفزتها الأخيرة، لأسباب عديدة، منها الوافدين العراقيين المقيمين في سورية، وكان ارتفاع أجارات البيوت في سورية خيالياً ضاعف تلك الأجارات وضاعف معاناة شباب مجتمعنا، كما ضاعف حجم شرائح الشباب العاجزة عن تأمين المسكن للزواج، لأن مدخولها الشهري لا يتيح لها إمكانية استئجار منزل حتى في أبعد ضواحي المدينة.

وهكذا بات تأمين المسكن معضلة ملحة ومنغصة بالنسبة للكثير من شباب مجتمعنا الذين بلغهم قطار الزواج، بل وكاد يفوتهم، دون أن يجدوا حلاً لتلك المعضلة، مما دفع شباباً كثيرين إلى تأجيل مشاريع زواجهم رغم تقدمهم في العمر، ودفع آخرين إلى تعزيز فكرة الهجرة إلى الخارج، أياً كان هذا الخارج، وبالنهاية تضاعفت منغصات الحياة الكثيرة أصلاً في وجه شباب مجتمعنا، الذين كاد الكثير منهم يهرُم، قبل أن يجد الفرصة المناسبة لتأسيس الأسرة المرتقبة.

زائر

ميررررررررررسي