صحيفة اخبار اليوم السودانية

والي جنوب كردفان وحاكم شمال بحر الغزال يجددان التأكيد على ثوابت الوحدة والمصير المشترك بين الجنوب والشمال
الزعيم المخضرم ألدو أجو : خمسون عاما من الحرب ومليونان ونصف من الضحايا درس كافي لعدم التفريط في السلام
الخير الفهيم : جئنا لتأكيد تكاملنا معكم وستعزز هذه الزيارة المسيرة البيضاء القادمة من ديار المسيرية لفتح شريان التواصل مع دينكا بحر الغزال
مقدمة :

ونواصل سرد وقائع حصيلة حصاد رحلة أخبار اليوم مع وفد السلام والوحدة لمدينة أويل حاضرة ولاية شمال بحر الغزال والتي شكلت بحق حدثاً تاريخياً غير مسبوق ووجدت حفاوة رسمية وشعبية لها دلالاتها ومعانيها لاسيما وأنها قد جاءت في أعقاب حقبة سوداء جداً من التوتر في العلاقات بين المسيرية وجيرانهم في بحر الغزال أثر الاشتباكات المسلحة المؤسفة التي جرت في مناطق جنوب الميرم على تخوم بحر العرب وراح ضحيتها عدد كبير من قتلى وجرحى في صفوف المسيرية وجيش الحركة الشعبية الذي يرون بأنه يدعي الوصاية المطلقة على مواطني بحر الغزال وأبيي .. وبالتالي يسعى للسيطرة حتى على

تحالفاتهم وعلاقاتهم التاريخية مع جيرانهم شمالاً وهم بالتحديد المسيرية في مراحيلهم الغربي والأوسط والشرقي !
لقاء الحفاوة :
وفي داخل قاعة الاجتماعات بأمانة حكومة ولاية شمال بحر الغزال .. بعد أن أنتظم الوفدان في جلسة رسمية تخللها تعريف كامل من حاكم ولاية شمال بحر الغزال والذي قدم بعدها سرداً للأحداث .. وموقفهم المبدئي من اتفاقية السلام والمرتجى منها ورؤيتهم المستقبلية للتعايش مع جيرانهم وعلى رأسهم المسيرية .. ومن ثم سنحت الفرصة للأستاذ / عمر سليمان آدم والي جنوب كردفان .. والذي أثنى على الله وحمده وصلى وسلم على نبي الهدى .. ورحب بالوالي وحكومته وطاقمه السياسي والأمني والعسكري وماذا تعني تلك الزيارة من منظور مواطني جنوب كردفان وقدم الوالي أعضاء حكومته بدءاً بالأستاذ محمد الدوريك معتمد أبيي المجلد وهي المحلية المتاخمة لأويل والذي قال الوالي في تعريفه به بأنهم جاءوا به من دول المهجر ليتولى أمر حقيبة المعتمد كابن من أبناء المنطقة ثم شمل التعريف سعادة اللواء شرطة محمد الطاهر أحمد ، مدير عام شرطة الولاية ثم د. عميد جاد السيد الحاج مدير جهاز الأمن الوطني والمخابرات بولاية جنوب كردفان ثم العميد الركن الرحيمة قائد فرقة كادقلي ثم مولانا عدلان التوم من الإدارة القانونية بالولاية وممثل وزارة العدل ثم الأستاذ الخير الفهيم ، رئيس لجنة التعايش السلمي في ولاية جنوب كردفان.. ثم الأستاذ أحمد الصالح صلوحة من أعيان وقيادات المسيرية ورئيس مجلس إدارة هيئة غرب كردفان للتنمية والخدمات .. الوزير ونائب الوالي ثم البرلماني السابق .. ثم الباشمهندس الزراعي خالد عبد الله معروف الوزير السابق ونائب الوالي وهو مدير عام هيئة غرب كردفان .. والفريق شرطة حقوقي عبد الرحمن حسن ، محافظ أبيي الأسبق والأمين العام للمجلس الأعلى للمسيرية والمحامي وعادل البلالي عن المكتب الإعلامي لولاية جنوب كردفان بالخرطوم ومقرر اللجنة الإعلامية لمؤتمر التعايش السلمي بين الدينكا بحر الغزال والمسيرية .. وهذا التمثيل أردنا - والحديث للوالي - أن نحقق به من خلال هذه الزيارة جملة أغراض .. أولها أن نبارك للأخ الحاكم تكليفه بأعباء هذه الولاية متمنين له النجاح وأن يجري الخير على يديه لمواطني شمال بحر الغزال وجنوب كردفان .. وبالتالي لكل أهل السودان .. كما قصدنا بهذه الزيارة أن نقول بأنها بداية ضربة لمشوار طريق السلام بين مواطني ولايتينا .. وهذه مجرد مقدمة لوفد كبير يمثل كافة الفعاليات الشعبية في مجتمع أهلنا بالخرطوم وكردفان سيصل إليكم في غضون الأيام القليلة القادمة .. سيصلكم إلى هنا عن طريق الميرم لفتح هذا الطريق الحيوي .. الذي هو رغبة شعبية لتحقيق السلام.
أخي الوالي : إن المسئولية التي وقعت أو وضعت على أعناقنا هي بحق مسئولية جسيمة ، بعد أن ظللنا نتحارب لمدى ثلاثين عاماً كأبناء وطن واحد وجملة حقب الحروب إذا جمعت تساوي أربعين عاماً ولكن الحرب دوماً ما تنتهي بالصلح الذي هو تعاهد وتواثق بين الأطراف ، فالقيادات التي وقعت على اتفاقية السلام الشامل (C.P.A) فهذا إنما هو التزام سياسي وأخلاقي وديني تجاه مواطنينا ليشهد عليه من شهدوا التوقيع والمجتمع الدولي والأفريقي والتمثيل الوطني وتشهد عليه ضمائرنا .. ونشهد عليه نحن بجانب الموقعين .. وكان هذا التوقيع بإرادة وعزيمة .. أن نحمل السلام حتى النهاية ونحميه فإن ذلك عهد على أنفسنا ، وكذلك شهد علينا شعبنا بأجمعه .. والذي تقدمنا صفوفه اليوم حاملين للمسئولية وهو سيرصد ويسجل لنا إن كنا بحق صادقين في تحمل المسئولية والأمانة أم غير قادرين وشهد علينا أيضاً التاريخ .. وسيظل ذلك لدى الأجيال القادمة إما لنا .. أو علينا .. ولكننا نود أن نقول بأننا يا أخي اللواء فاول ملونق قدر المسئولية وفي حجمها تماماً وجئنا اليوم أخي الحاكم لنمد لكم أيدينا .. لتحقيق السلام .. فأمر حدوث المشاكل بين الجيران مثل ما يحدث في الجيرة بين الأسنان وللسان .. فلا خيار لرحيل أحدهما .. وكثيراً ما يتأذى اللسان من الأسنان ويتصالحان على الدوام .. فهذه هي حتمية الأشياء .. ولا توجد مشكلة بلا علاج !!
ونحن نملك الرغبة والإرادة والعزيمة لأن نبسط السلام ويكفينا ما أضعناه من وقت وجهد وأرواح بسبب الحرب !!
التكليف أمانة :
وبالتكليف الذي نتولى به الآن أمر الحكم في ولاية جنوب كردفان وهو ذات التكليف الذي صدر لك أخي الحاكم وأنت تتقلد تكليفك بأمر ولاية شمال بحر الغزال.!
تنزيل اتفاقية السلام لأرض الواقع في أعقاب حرب ضروس أفقدت مواطنينا الكثير من الخدمات والتنمية .. فلا بد أخي الحاكم أن تضع نصب عينيك تقديم الخدمات والتنمية .. فهذه هي المسئولية التي نتحملها على عاتقنا .. فدعنا نتعاون خلال حقبة تولينا لأمر الولايتين أخي حاكم شمال بحر الغزال لتحقيق هذه التكاليف التي كلفتنا بها القيادة العليا في الدولة على مستوى رئاسة الجمهورية .
ووفدنا الشعبي القادم سوف يعانق بإذن الله هؤلاء الأهل الذين اصطفوا صباح اليوم لاستقبالنا بهذه الحرارة .. في شمال بحر الغزال تأكيداً لرغبتهم في السلام والذي ما أتينا اليوم إلا لتأكيده .. فإذا كانت الحرب مدمرة .. فإن السلام مكلف وشاق ومجهد يحتاج لعقل مدرك ومتفتح .. ويحتاج لصبر وعزيمة .. وهو ما أردنا تأكيده لكم من خلال تشكيل هذا الوفد .. ولتنقلوه لمواطنينا في شمال بحر الغزال .. الذين استقبلونا هم وقياداتهم بهذه الحفاوة والحميمية الطيبة الكريمة .. ونحن نحييهم وفي ذات الوقت نواسي كل من تأثر منهم بالحرب وفقد نفساً عزيزة عليه .. لأن الفقد مرير علينا جميعاً .
الزعيم ألدو أجو دينق :
أما الزعيم السياسي المخضرم والوزير والبرلماني السابق لعدة دورات السيد ألدو أجو دينق ، رئيس لجنة التعايش السلمي بولاية شمال بحر الغزال .. فقد أعتلى المنصة في ميدان اللقاء الجماهيري مرحباً بوالي جنوب كردفان ووفده الأمني والسياسي والشعبي المرافق وحيّا بصفة خاصة قطب المسيرية القيادي الخير الفهيم المكي رئيس لجنة التعايش السلمي بولاية جنوب كردفان وعضو الوفد وهو الرئيس المناوب للجنة التحضيرية العليا لمؤتمر التعايش السلمي بين المسيرية ودينكا بحر الغزال التي يترأسها ألدو أجو نفسه ..
ووسط حفاوة وإعجاب جماهيري يحظى به القيادي ألدو أجو قال في مستهل كلمته بأنه كان يود أن يتحدث بلهجة الدينكا .. إلا أن وجود الأجهزة الإعلامية دفعه لأن يختار اللغة العربية وسيطاً خطابياً لإلقاء كلمته والتي جاء فيها :
لا شك أنكم تعلمون بأن في الحرب دمار كامل شامل للإنسان والممتلكات .. ونحن من ذلك الجيل الذي للأسف عايش ويلات الحرب ومراراتها منذ العام 1955 وحتى العام 2005م ورأينا كيف أن الحرب قد حصدت منا مليونين ونصف المليون من الأنفس البشرية .. وهذا هو الطريق الوحيد للسلام الشامل و الذي بالطبع يشمل كل شيء، السلام في الجنوب والسلام في دارفور والسلام في النيل الأزرق وكسلا وأعالي النيل والاستوائية والشمالية !
هناك قضايا صغيرة وعديدة وردت في إتفاقية نيفاشا .. ويكمن علاجها الجذري في ذات الاتفاقية الـ (C.P.A) والتي تحفظ لنا الحقوق والواجبات.. وتعلمون بأنه لا توجد في الأصل حرب بين المسيرية والدينكا .. ولو أن التطبيق الحرفي للاتفاقية قد تم بالطريقة الحرفية .. لما حدث مثل هذا الذي نعايشه اليوم .. وأعود وأدلل بأن هذه هي ضريبة السلام الشامل الذي ينبغي علينا أن نصبر ونعاني ونتحمل بعضنا البعض والتنفيذ المطلق هو مسئولية مؤسسة الرئاسة وأعود لأقول بأننا كدينكا لم نقاتل المسيرية وليست لدينا معهم مشكلة .. ومن هنا أوصي عمر سليمان وفاول ملونق بأن يجتهدا ويبذلا قصارى جهدهما حرصاً على إنفاذ الاتفاقية .. حتى نستفيد من الأرض ويستفيد أهلنا المسيرية من مياه بحر العرب لمواشيهم .. وحتى لو صار الجنوب دولة والشمال دولة فهذه الأرض ستظل موجودة ولن يأخذها أحد .. وبالتأكيد سنظل في وئام وتكامل ولن يستغنى أحدنا عن الآخر .. وهذا طبعاً لن يتأتى ما لم يحرص فاول ملونق وعمر سليمان على التعاون والحرص على بسط الأمن وقفل الباب تماماً في وجه أولئك الذين يريدون تخريب السودان وإحداث الوقيعة والفتنة بين الدينكا وأهلهم وجيرانهم المسيرية .. لأن السودان دولتنا جميعاً .. ونحن في طريق السلام ولأجل السلام الشامل سنحرص على أغلى ما نملك.. ولن نلتفت للأصوات المخذلة .. وأن ما رأيناه في الحرب من ويلات يجعلنا الأحرص على التمسك بالسلام .. وشكراً مرة أخرى لكم والوفد .
الخير الفهيم يتحدث :
الأستاذ الخير الفهيم عضو الوفد ورئيس لجنة التعايش السلمي في جنوب كردفان .. اعتلى المنبر عقب زميله ألدو أجو دينج .. وقد حيا الفهيم الحضور .. وأطلق مجموعة شعارات وهتافات لتعضيد وتعزيز الوحدة والسلام رددها معه الجمهور العريض ..
وجاء في كلته :
أخي الحاكم فاول ملونق نحن سعداء جداً بالحضور لكم في هذا الصباح .. وأود أن أجدد أسفي باسم أهلي لتلك المشاكل والأحداث المأساوية المؤسفة التي حدثت بين أهلنا الدينكا والمسيرية في كير وفي بحر العرب وأخوة مواطنين وأخوة في جيش الحركة بشمال بحر الغزال .
ونحن بدءاً نشيد بالقرارات الحكيمة والهامة جداً التي أصدرها الوالي عمر سليمان والي جنوب كردفان في شهر أكتوبر من العام الماضي بتشكيل لجان للسلام، وكل ذلك إنما كان حرصاً على السلام والتواصل والتعايش بين مواطنينا في شمال بحر الغزال وجنوب كردفان .
ولكن للأسف الشديد فإن الحوادث التي وقعت بعد ذلك في شهر ديسمبر أواخر العام 2007م وما نجم عنها من مرارات .. إلا أن كل هؤلاء الرجال في مقدورهم حلها .. وتجاوزها .. وإذا كانت الحرب بين الجنوب والشمال قد استمرت لقرابة الأربعين عاماً .. فإن المشكلة التي حدثت في كير .. أحسب أن حاكم شمال بحر الغزال ووالي جنوب كردفان ولجان السلام بقادرين على حلها جذرياً وتجاوز كافة تداعياتها السالبة بإذن الله ..
وها نحن الآن وقد جئنا في معية الوالي لكي نؤكد لكم تمسكنا بالسلام وهو أيضاً تعبير صادق عن تمسكنا بالوحدة .. وعن حرصنا على مصالحنا المشتركة .. بدليل أن لجنتكم التي يرأسها أخي الأستاذ ألدو أجو دينج من شمال بحر الغزال .. واللجنة التي أرأسها أنا من جنوب كردفان .. كلجان للسلام والتعايش فقد عقدنا عدة اجتماعات مشتركة بين اللجنتين برعاية حكومة الوحدة الوطنية وقد كانت بحق اجتماعات ناجحة جداً .. وأنا من هنا أود أن أحيّ الأخ العزيز الوزير باقان أموم الأمين العام للحركة الشعبية والأخ أحمد هارون وزير الدولة بوزارة الشئون الإنسانية..
وإذا كان المؤتمر الوطني والحركة الشعبية قد تمكنا من التوصل لحل معضلة الحرب الأهلية في السودان بعد أن استمرت لقرابة نصف قرن .. فأود أن أؤكد لكم بأننا في لجنة التعايش السلمي والتي يجلس عدد كبير من أعضائها داخل هذا الصيوان .. قد توصلنا لتحديد زمان انعقاد مؤتمر التعايش بين الدينكا والمسيرية في نهاية شهر أبريل .. ويكفي فخراً القول بأن مقرر هذه اللجنة من هذا الجانب هو السلطان د. ضيو مطوك .. ومن جانبنا الفريق شرطة عبد الرحمن حسن .. وبرعاية حكومة الوحدة الوطنية وحرص حكومتي الولايتين وبرعاية حكومة جنوب السودان نحسب بأن هذا المؤتمر سوف يكتب له النجاح بإذن الله طالماً أن مثل هؤلاء الرجال الأقوياء يقفون وراءه وقد حددنا أجندته بدقة .. من حيث المصالح المشتركة وثوابت التآخي بين المسيرية وجيرانهم في شمال بحر الغزال ونحن حريصون على عدم تعكير صفو الأمن بين قبائلنا تحت أي ظرف من الظروف ولتأكيد ذلك فإن الأخ الوالي عمر سليمان سيعود لكم مرة أخرى بعد أيام قليلة على رأس وفد قوامه 150 من أهلنا المسيرية من رجل الفولة وبابنوسة والمجلد والميرم لكي يقوموا بفتح طريق الميرم أويل ، لأنهم على قناعة بأنكم أهلهم عبر رحلة (المسيرة البيضاء) من الميرم إلى أريانق وويدويل وبانق وواروار ووانجوك وأويل .. وسوف لن نسمح بعد اليوم بوجود أي قطاع طرق أو عصابات متفلتة تهدد الأمن .. وستكون هناك إجراءات صارمة لحماية هذا الطريق وهو شريان يكلف 300 مليون دولار و 300 مليار جنيه
ولكم فائق تقديرنا ..
نواصل

الموضوع مرة جميل
: تحياتي: :

شكرا المتميزة :505: :383:

والله حلوة الاخبار شكرا حائر

شكراً على المرور

شكرا حائر على الموضوع المميز والأخبار الرائعه من إني ما بحبها بس شكرا بانتظار جديدك ِ