الزوامـــل: واهميتها في التراث الشعبي اليمني

صحيفة 26سبتمبر

التراث كمفهوم يعني كل ما خلفه الانسان القديم للأجيال اللاحقة والأكثر تطوراً، ليبقى لديهم تراثاً يتداولونه جيلاً بعد جيل، وهذا التراث يكتسب صفة الشعبية من حيث ان الشعوب تتداوله على مر الزمن عبر الاجيال المتعاقبة، كما تفخر به كعمل شعبي معبر عن ثقافتها الشعبية القديمة، ويتميز التراث الشعبي من حيث انه صيغ وحفظ ونقل من قبل الشعوب السابقة، أي من قبل الناس الذين عانوا واتسموا بصفة الشعبية.. كما ان التراث هو كل ما قيل وحكي عن افراد هم من الشعب غالباً، وينقسم الى تراث شعبي ثقافي، وتراث شعبي مادي، فالمادي كل ما يتعلق بالآثار والقطع الأثرية، أما الثقافي فيشمل عدداً كبيراً من الموضوعات التراثية بدءاً من الشعر الشعبي والحكايات والاساطير والخرافات والرقص، مروراً بالمعتقدات والعادات والتقاليد والطب الشعبي والاغاني الشعبية، وصولاً الى مختلف اغاني المناسبات والزوامل والمهاجل.

عرض: طاهر العبسي

> «الزامل».. نوع من الشعر الشعبي الغنائي وجد منذ القدم وما زال منتشراً في مختلف مناطق اليمن

> بهدف رفع الروح المعنوية والمفاخرة والاعتزاز والمباهاة استخدمت الزوامل في الحروب وشملت مختلف المناسبات

> زامل «عاد بعد الحرائب عافية» يُعبر عن الشجاعة والابداع القولي.. تعلمته القبائل وسموه بزامل «الجان»

> اليمنيون اعتادوا تلطيف حرارة المشاحنة والمفاخرة برقصة البرع المشهورة في نهاية زواملهم

> «الحضارم».. يغنون الشبوانية بألحان ورقصات مشتركة.. وهم من نقلوا الزوامل اليمنية الى عدد من بلدان مهاجرهم

ذلك ما تضمنته مقدمة الباب الاول من كتاب «في التراث الشعبي اليمني» للاخ حسين سالم باصديق وإصدار مركز الدراسات والبحوث -صنعاء- والذي يعد واحداً من المؤلفات النوعية المتميزة في مجال التراث اليمني، رغم أنه لم يشمل مضمونه كل مناطق اليمن، إلا انه يبقى جهداً نوعياً بذل صاحبه عناءً كبيراً يستحق الشكر والتقدير عليه.

والكتاب يحتوي على تسعة ابواب تضمنت تسعة وعشرين فصلاً وعدد من الملاحق في (493) صفحة من الحجم المتوسط.

ويقول مؤلف الكتاب انه امر عسير الحصول على المعلومات حول التراث الشعبي، لذلك فالمهمة كانت تتطلب جهداً كبيراً وسعياً متواصلاً والتنقل من مكان لآخر للحصول على المعلومة المطلوية.

وهذه -فعلاً- حقيقة لاينكرها احد كون ان ماهو موجود في الكتب التراثية القليلة جداً لا يتضمن الا الجزء اليسير من تراث شعبنا الزاخر.

وقد اخترنا لاخواننا واعزائنا في المهجر لهذا العدد واحداً من الموضوعات التي تضمنها هذا الكتاب (الزوامل وأهميتها في التراث الشعبي اليمني)، ونتيجة لأهمية هذا الفصل نورد مضمونه كما ورد على لسان صاحب المجهود الوطني المتميز الاخ حسين سالم باصديق الذي يسجل له هذا العمل الابداعي بحروف من نور، لأنه مؤلف ستظل الاجيال المتعاقبة تتناقله جيلاً بعد جيل.

يقول الاخ حسين في الفصل الثامن عشر من كتابه:

منذ عصور قديمة سجل تاريخ العرب حروباً دامت طويلاً في أرض العرب سواءً في بلد واحد بين القبائل المتناحرة او بين بلد وآخر في الارض العربية نفسها. وكان قوام تلك الحروب المفاخرة والاعتزاز أو السيطرة والتحكم بالسلطة أو المباهاة بشرف القبيلة ومكانتها. وقد استمر ذلك السجل من الحروب الكثيرة والمتناثرة والطويلة وتواصل ليسجل حروباً قريبة العهد، وحروباً ما زالت قائمة حتى اليوم تميزت بتميز المفارقات والدوافع التي تدفع لقيام تلك الحروب أو لاضطرار يجعل دولة تدخل غمار الحرب مضطرة وملزمة لتنفيذ برامج حماية لمناطق معينة من شر المعتدين المتباهين بعظمتهم وقوتهم. وعندما نتصفح مثل هذا السجل الطويل والزاخر نعرف عن أشد وأطول تلك الحروب، حرب داحس والغبراء، التي دامت نحو أربعين عاماً في العصر الجاهلي. ونعرف عن اشرسها وأفظعها الحرب الفلسطينية - الاسرائيلية التي تدفع بها الصهيونية العالمية الغاشمة لتفوق حرب داحس والغبراءفي مدتها فتشتد ضراوتها وسعارها وتزداد المآسي والمتاعب من جرائها. ويفصح لنا هذا السجل ايضاً عن حركة حديثة عهد وغريبة الوسائل وشديدة الحماس، تلك هي الانتفاضة الجماهيرية الفلسطينية الساخنة التي عكست غضبة الجماهير الفلسطينية العربية الساخطة على الصهيونية التي يئست من إخماد أوارها المستعر دائماً فتشوهت حقيقة الصهيونية البشعة والوحشية التي فاقت صنوتها النازية في وحشتها.

هذه الحروب على كثرتها وقلتها،طولها وقصرها، فظاعتها وبشاعتها سجلها منذ زمن بعيد تراثنا الشعبي بمختلف انواعه وألوانه. فكانت هناك الحكايات الشعبية واساطير الخوف والمجون الحربي والبشاعة لنتائجها. وكان هناك الشعر الشعبي الذي حفظ منه الكثير وتوارثته الأجيال المتلاحقة. واكثر من ذلك كان هناك الغناء الشعبي الذي احتل مكانة هامة في الاوساط الشعبية ورددته الجماهير في كل مكان: مدينة قرية، جبل، ساحل، صحراء وحيثما حط العربي رحاله. وقد عرفت فيما بعد هذه الأغاني الشعبية، التي رددت ما جرى في رحى الحرب ونتائجها، بالزوامل.

والزامل هو نوع من الشعر الشعبي الغنائي اليمني عرف منذ القديم، بل منذ افتتن الإنسان اليمني بالحروب والفتن القبلية التي كانت تنشب خاصة بين القبائل. وكانت القبيلة في زاملها تظهر أمجادها ومفاخرها. وإذا التقت بقبيلة اخرى وتلاقى معهم الشعراء الشعبيون الغنائيون اصحاب الزوامل وقعت الوقائع بينهم لما تبثه تلك الزوامل من أحاسيس وضغائن بين القبائل. فكان الشعر الشعبي الغنائي المعروف بالزامل بعكس الواقع الحقيقي الذي كانت تعيشه القبائل او القبيلة ويعبر عن الحياة الخشنة والمعاناة والبؤس الذي كان يسود أولئك الناس، وبالتالي يكثر الاقتتال بينهم لعدد من الأسباب: إما اقتتال ضد القبيلة أو اقتتال ضد الحياة القاسية، ومن أجل المعيشة الفضلى. أو اقتتال أخوي بين الناس والأهل والأقارب. فالزامل إذن صورة عاكسة حقيقية منذ القدم لحياة الأفراد والجماعات كقبائل -وكبشر يعيشون على وجه هذه الارض في تنافر وبغض وحقد وحروب.

والزوامل غناء شعبي تعرف بأراجيز الحرب. وقد استخدمت في عموم اليمن لتحمس الناس للقتال وتفاخرهم بغيرهم. وعند حمل الزامل -كما يقولون- يبدأ المنشد الذي يعرف بالبداع ويسمى في حضرموت (بداع القوافي) ببضعة أبيات من شعره الغنائي ثم يتوقف قليلاً ريثما يتأكد ان مرافقيه قد حفظوها. ثم يكرر ما تلاه فتعلو الأصوات وتزمجر معها اصوات الجماهير المحتشدة معهم والتي اجتمعت لحمل الزامل أي لترديده بالاصوات الصاخبة المفزعة. ويكون الايقاع حاداً ومتقارباً والأصوات كلها منظومة متماسكة وصداها يجلجل صاخباً وربما مهدداً إن دعت حاجةالزامل لذلك، وذاك هو هدف تواجد الجمهور الكبير في الزامل. وللأستاذ عبدالله البرودني فصل كامل عن الزوامل في كتابه (فنون الأدب الشعبي في اليمن) وفيه يحدثنا عن زامل «الجن» الذي تعلمته الجموع القبلية عن الجان ثم أصبح تقليداً لأن الجان أعلى أمثال الشجاعة والإبداع القولي. ثم توارث (زامل الجان) هذا الرواة شفاهاً جيلاً بعد جيل الى مطلع هذا العصر. وفي احداث الحرب تسبق دعوة الاستنفار ترديدات هذا الزامل كإثارة تحميسية. فيردد أصحاب الزامل ما يلي كما ورد في نفس الفصل قائلين ص(131):

قبح الله وجهك يا ذليل

عاد بعد الحرايب عافيه

عند شب الحرايب ما تميل

باتجيك العلوم الشافية

ثم تتلو «زامل الجان» هذا صيحات تستحث الجموع الى مكان الصوت المستغيث، فتبدأ زوامل الحرب منها ص(231):

يا بارق برق من عندكم وأسقى البلايد عندنا

غصين القنا من عندكم والقاطفي من عندنا

وفي عهد الاحتلال التركي تغيرت بعض مضامين الزوامل بتغيير عدة المحارب وأسلوبه الحربي فكانت التقاطيع القصيرة أكثر شيوعاً مثل ص(431):

قالت (النبوت) أنا قد جيت غارة

من بلاد الروم لا شرقي شهارة

نقتل الرومي ونعلق نار في رؤوس الجباله

وفي الاندفاع الى القتال تشير الزوامل الى طاعة القيادة ضد الأتراك فتقول ص(431):

إحنا لسيدي سمعاً وطاعة من يخالف سيدي له سم ساعة

وهناك نشيد زواملي للحرب المباشرة فيقول ص(431):

يا قاسمين الموت جينا له طلب

والحرب هو عادتنا من يوم شبينا وشب

وهناك نشيد زوامل آخر لرفع الروح المعنوية يؤدي في الاماسي من قبل حراس القيادة يقولون (ص)531

واسعد مساء سيدي الليلة وقومه

يا من علومه شبيه المسك لافاح

معي وصية نغالي في الموارز

وفي حزمها معابر سم الارواح

مع مرور الزمن استعذبت الجماهير هذه الأراجيز القصيرة ووسعت مواقع استعمالها. فلم تعد تعني الحروب فحسب ولكنها استخدمت للكثير من الأغراض الاخرى بغية المتعة والتسلية الى جانب الفخر والاعتزاز وصارت تستخدم في الاغراض التالية:

1- الحروب: وذلك لتحميس الجماهير وشدهم واستقطابهم للاستقتال والانتصار.

2- السياسة: وقد تزامن هذا الغرض منذ الاحتلال العثماني ولحقه الاستعمار البريطاني والحكم الامامي الرجعي في الشمال والأنجلو/ سلاطيني في الجنوب. وفي ذلك مثل لزامل من أهالي ردفان في الضالع عند زيارة المعتمد البريطاني للأمير شعفل بن علي هناك فاستقبلوه بالزامل الذي مطلعه:

يا معتمد لا تقول المحمية باتعطيك يا عدو طول الزمان

حتى ولو جبت طيارة على كل عينة ما باتحصِّل أمان

3- الأعراس: وفي بعض المناطق من اليمن يتنافس منشدو الزوامل في مثل هذه المناسبات. فتقف مجموعة العريس في مواجهة مجموعة العروسة، كما شاهدت ذلك في منطقة ردفان. ويبدأ التنافس الحاد والقوي بين شاعري المجموعتين إذ يبلغ حداً يصل الى صراع عنيف وانتصار مجموعة على الأخرى، وغالباً ما تنتصر مجموعة العريس. وتساعر مجموعة العروسة، في العادة، المنافسة بشكل لا يؤدي الى أي تفكك وحتى لا يضطر جمل موكب العروسة الى الإناخة وإلا فان ذلك نذير شر قلما يصلون بعده الى مصالحة. وزامل الزفاف يختلف من منطقة الى اخرى حسب عادات المناطق المختلفة. فعند غسل العريس يرددون ما يلي كما ورد في كتاب الاستاذ البردوني ص(331):

آلا يا طائر السعد قدّامي تنشّر

ويا هذا المشركس ألاّ تسلم من الشر

وورد أيضاً (في نفس الصفحة) أنه عند إخراج العروسة من بيت أبيها تتقدم مجموعة من النساء يرددن ما يلي:

ســاعة الرحـمــن ذلحــين والشيــاطــين غافلـين

اخرجي من بيت سلطان وادخلي في بيت امام

اطلعي يا سيد الأغصان بالســـــلامة والـــهـــنا

فيردد الرجال بعدهن ص(431):

بشر بأهلك وأهلك حولك لانته عاطش جو يسقوك

وعندما يتأزم الموقف بين مجموعتي العريس والعروسة، وحتى لا يصل الى دور الانفجار يتدخل رجل ذو حكمة فيغير قافية المساجلة دلالة الاختتام ويشير الى الانتهاء قائلاً ص(063):

تمت على خير والحكمة لعقالها

خيارها كسوة المكلف وتسلى لها

والمعولة عادهي تضوي لجهالها

4- الترحيب والاستقبال: وهذا يتم عادة في الأعراس وخاصة بعد الزفاف حين استقبال العروسين أو الضيوف. وعند الترحيب يقولون ص(231):

يا مرحباً وأهلاً وسهلاً بالضيف ذي جانا عنيه

فيردد الوافدون الترحيب والتحية بأكرم منها فيقولون ص(331):

دام السرور يا سيد الأعراس جينا لكم بالعين والرأس

ثم يردد بعدهم صوت آخر جماعي قائلين ص(331):

نبسبس الرقص بسباس نكسكس الزرب كسكاس

ما بين بلعه ودرَّاس

5- الأعياد: وزيارات الأولياء والصالحين:

6- اللقاءات الشعبية: وهذه لا ما زالت تقام في بعض المناطق وتستمع اليها في اللقاء السنوي في لبعوس والشط وطور الباحة بمحافظة لحج وفي الشحر بمحافظة حضرموت وفي بيحان بمحافظة شبوة وغيرها في مناطق أخرى من اليمن.

وهذا الزامل الذي تنوعت أساليبه بقي في عرف الناس، وبالذات أولئك الذين يعيشون الزوامل، أنه مصطلح موروث لأغاني الحرب والسياسة والافتخار والاعتزاز فقط. أما ما عدا ذلك من الأنواع الاخرى كأغاني الافراح والتمسيات فقد عرفت في عدد كبير من المناطق اليمنية بالبالة وهي نوع من المهايد، خفيفة وهادئة ويستعمل لها الطبل والمزمار وتتابع فيها حلقات الرقص كالبرع احياناً واللعبة والشوبونية وغيرها. ومن أغاني البالة هذه ما تردده الجماهير كما ذكر في كتاب الاستاذ البردوني ص(953):

يا باله الليل يا باله ويا الليل بال

يا باله الليل يا باله على كل باله

يا حلة البال يا باله على كل بال

هذه فاتحة تقليدية لأغنية البالة يرددها صفان متقابلان ثم يدخل الشاعر في المدارة ويبدأ مساجلته بالاشادة بالعريس وأهله فيقول ص(953):

إبــدع بذي لاح بـراقـه وغـيــثـــه ســكــــب

وأمسوا يسقوا بسيله في الحيود والجرب

واخدمْ حريوْ السعادة جعـــد راســـه كثب

واليمنيون في نهاية زاملهم يلطفون حرارة المشاحنات والمفاخرة بأداء بعض الرقصات الشعبية المعبرة. فكانت رقصة البرع هي الرقصة المشهورة التي يؤدونها مرافقة للزوامل بشكل اعتيادي. فيرقصون في قفزات مثيرة ملوّحين بجنابيهم (أي خناجرهم) في أيديهم وهم يغنون زواملهم المختلفة. واختلفت هذه الرقصات في غير أغاني الحرب. فمع أغاني البالة يرقصون رقصات البالة أو رقصات مختلفة اخرى. ومع رقصة (اللَّعبة) يغنون أغاني البالة وهي نوع من الزوامل الخاصة بالأفراح. ومع اللّعبة في لبعوس وغيرها يصطف صفان من النساء -كما شاهدناهن في القعيطي بلبعوس- ويقف الشعراء المتنافسون خارج المدارة ويتنافسون الواحد تلو الآخر. فتحفظ النسوة آخر بيت ثم يرددنه في الحال مع رقصة بديعة وموسيقى حماسية لطيفة. وفي المدارة ينتصر شعراء في المساجلة الشعرية ويهزم آخرون،والعمدة في طريقة الخلق والإبداع والسحر والجاذبية التي يقدمها كل شاعر وتستمر المساجلة طويلاً مع الغناء والرقص والضحك والمرح والسرور من قبل الجميع بما فيهم الجماهير الواقفة لتتفرج وتتمتع.

وكما عرفت الزوامل في عموم اليمن عرفت البالة كذلك كفن غنائي شعبي. وفي حضرموت عرفوا البالة بالشبوانية منذ قديم الزمان. ويغنيها الاهالي في المكلا وفي غيرها من مدن وقرى حضرموت وفي الاماكن الفسيحة في الهواء الطلق مع رقصة تعرف بهذا الاسم يشترك فيها أصحاب الحرف والفلاحين والجزارين والتجار ومختلف الطبقات ولذلك اصبحت مشهورة ومألوفة ومحبوبة وبالذات في حضرموت. ولحب الناس لها -اغان ورقصات- ينقسم الناس في المدن الكبرى وحتي في القرى الكبيرة والواسعة الى احياء أو مجموعات كبيرة يرأس كل حي أو مجموعة كبيرة عاقل يقوم بتنظيم هذه الاغاني والرقصات وحلقاتها ومواعيدها والمجاميع التي تقوم بها. والشبوانية تعتبر عموماً عملاً جماعياً تؤديه مجموعة كبيرة من الناس في مقدمتهم الشعراءالغنائيون وأصحاب الأكف القوية لأغراض التصفيق الحاد. ويتجمع الناس في دائرة عريضة يقف في وسطها ثلاثة أو أربعة شعراءومعهم حوالى نفس العدد من المغنين فيرتجلون الأشعار وهم في تنافس كبير. وما أن ينتهي احدهم من شعره حتى يسارع الآخر بالرد عليه. وتتناول أغاني الشبوانية مجمل الاحداث الجارية في البلد ومنها مجريات الاحوال السياسية المحلية واليمنية عموماً والعربية واحياناً تتطرق الى الاحوال السياسية العالمية ويعتمد ذلك على ظرف الزمان الذي تتم فيه الحلقات الغنائية والرقص. وبعد وقت من التنافس الشعري تنقسم الجماعة الى صفين متقابلين استعداداً للرقص. يظل الشعراء في المدارة ويتناول الصفان أبيات الشعر ويغنونها بألحان ورقصات مشتركة.

وقد برز في حضرموت كثير من شعراءالشبوانية الغنائية أمثال المرحوم صالح سالم دحي وكان أشهر مغنٍ في اصوات الشبوانية بالمكلا. والشاعر سعيد بن سالم باحريز ومحمد أحمد بن هادي الشهير بـ(أبو سراجين) وعبدالله عمر سواد وحسين أبوبكر المحضار وسالم بن ناصر حيميد وأحمد محمد بكير وصالح عبدالرحمن المفلحي وأولئك من شعراء الشحر والمكلا، وسعيد عنبر فرج من شبام وهو أيضاً معروف من شعراءالدان، واحمد محمد باكردوس من حجر وهو أيضاً من شعراءالزوامل البدوية، ومبارك سالم بن عقيل وناصر يسلم بن ناصر ومحمد عبدالله احمد بانقيل وهم من سيئون ومحمد عبدالله محفوظ الحداد من الديس الشرقية وغيرهم كثيرون. وقد نقل أولئك الشعراء الشعبيون الغنائيون الشبوانية الى خارج حدود حضرموت، فغنوها حيث تجمعاتهم في شرق إفريقيا وفي الحجاز وغيرها. كما كانت تستدعي فرق الشبوانية في محافظة عدن لإحياء حفلات اعراس وحفلات خاصة احياناً.

الزوامـــل: واهميتها في التراث الشعبي اليمني Dzebthx9ad

شكرا خيتو على موضوعك الرااائع روعة

مشكورة وما قصرتي شكرا