واصلت الأحزان العربية تطل برأسها على الساحة الكروية بعد فشل تونس في التأهل لبطولة كأس العالم 2010، أثر خسارتها المستحقة أمام موزمبيق بهدف نظيف في ماباتو في تصفيات المجموعة الإفريقية الثانية، الأمر الذي منح نيجيريا بطاقة التأهل عن المجموعة للمونديال بعد فوزها على كينيا في نيروبي بثلاثة أهداف لهدفين.
وكانت البحرين بدأت أحزان العرب اليوم بخسارتها أمام نيوزيلندا بهدف في إياب الملحق الأسيوي، لتفقد للعام الثاني على التوالي حلمها في التأهل للمونديال للمرة الأولى في تاريخها.
وسجل هدف المباراة الوحيد لمنتخب موزمبيق اللاعب داريو مونتيرو المحترف بنادي سوبر سبورت يونايتد الجنوبي إفريقي في الدقيقة الـ83.
فيما فازت نيجيريا على كينيا بثلاثة أهداف لهدفين، سجل للفائز أوبافيمي مارتينز، وياكوبو ايجبيني، وأوبافيمي مارتينز (62، 65، 84)، فيما سجل للخاسر ودينيس اوليتش وآلن ويتينديه (16 83).
شهدت مباراة تونس وموزمبيق إثارة منذ بدايتها وحتى الثواني الأخيرة التي تعلق التوانسة فيها بمعجزة لتحقيق التأهل إلا أن أداءهم طوال التسعين دقيقة لم يشفع لهم.
وجاء الشوط الأول مثيرا من جانب الفريقين، خاصة من جانب منتخب موزمبيق صاحب الأرض والجمهور الذي اقترب في أكثر من مناسبة للتقدم لولا تألق الحارس التونسي حمدي الكسراوي ومن أمامه خط الدفاع.
في المقابل أغلق المنتخب التونسي منطقة جزائه جيدا واعتمد على الهجمات المرتدة أملا في خطف هدف مباغت ولم يقدم الأداء المنتظر من منتخب عربي كبير يطمح في حسم بطاقة التأهل للمونديال.
وفي ظل الحماسة التي غلبت على أداء الفريقين اختفت الجمل الفنية خاصة في ظل الكثافة العددية في وسط الملعب من المنتخبين، الأمر الذي حد من خطورة المهاجمين بصورة ملحوظة.
واصل المنتخب التونسي أداءه السيئ في الشوط الثاني وسط استحواذ من المنتخب الموزمبيقي، الذي كأن أفضل وأخطر على المرمى، والذي حاول كثيرا الوصول لهدف التقدم بدون جدوى.
واستهل المنتخب التونسي الشوط الثاني بتحفظ دفاعي خوفا من أن يمني مرماه بهدف معتمدا على انتهاء نتيجة الشوط الأول في مباراة نيجيريا وكينيا في نفس المجموعة بتقدم الأخيرة بهدف مما يؤهل تونس مباشرة للمونديال حتى في حال خسارتها لو استمرت النتيجة على ذلك.
أحزان وأفراح
ومع مرور الوقت زادت المباراة إثارة وسخونة خاصة بعد تعادل نيجيريا مع كينيا ثم تقدمها بهدفين لهدف لتصبح تونس خارج المونديال، الأمر الذي أشعل المباراة في ظل محاولات تونس الهجومية المستمرة لإحراز هدف الفوز لضمان التأهل مباشرة، ومحاولات موزمبيق للفوز حتى تضمن بطاقة التأهل لأمم إفريقيا.
وجاءت الدقيقة الـ83 حزينة على التوانسة بعدما سجلت موزمبيق هدف التقدم عن طريق اللاعب داريو مونتيرو الذي انفراد بالمرمى وسدد قوية ليصدها الكسراوي لكنها ترتد ثانية لمونتيرو الذي وضعها بيساره قوية في الزاوية اليمنى.
ولم يدم حزن التوانسة أكثر من ثوان حتى عادت الأفراح ثانية بعدما سجلت كينيا هدف التعادل مع نيجيريا، الأمر الذي يضمن لنسور قرطاج بطاقة التأهل للمونديال حتى لو خرجت خاسرة.
إلا أن أفراح التوانسة لم تدم طويلا أيضا حيث تمكنت نيجيريا من إحراز هدف ثالث لتتقدم ثانية وتقترب كثيرا من حلم المونديال، وهو ما ظهر جليا على أداء المنتخب التونسي في الدقائق الأخيرة الذي لم يستطع الوصول للمرمى.
ومرت الدقائق الأخيرة من المباراة سريعة على التوانسة لتنتهي المباراة بالخسارة أمام موزمبيق بهدف، لكنهم تعلقوا في الثواني الأخيرة بحلم تحقيق كينيا المستحيل بالتعادل مع نيجيريا في الثواني الأخيرة كي يحصلوا على بطاقة التأهل، لكن أحلامهم كانت كوابيس ليغيب نسور قرطاج عن سماء مونديال القارة السمراء في جنوب إفريقيا 2010