موضوع حول ظاهره اجدها قد تفشت ووضحت في المجتمع بشكل عام
من المعروف في مجتمعنا أن الكثير من شبابنا وفتياتنا
ملتزمون دينيا , يؤدون الصلاة ويصومون والكثير منهم يزور الأئمة الأطهار "
سلام الله عليهم " في مواسم العطل المدرسية وكذلك البعض منهم يحجون إلى
بيت الله الحرام , فيكتسبون مكتسبات روحية كبيرة ولكن سرعان ما يفقدونها
لأن المكسب لا يتغلغل في أعماقهم , بل ولا يتجاوز فقط حالات التفاعل
الشعوري من بكاء وحزن مؤقت.
وهذا ما نشاهده في الكثير من مساجدنا في ليالي القدر وفي مناسبة وفاة إمام من ائمتنا الأطهار.
وهذا البكاء والنحيب على الأئمة يعطي إنطباعا بأن هؤلاء الشباب يؤدون
فرائض الدين بإخلاص , ولكن عندما ننظر إليهم في حياتهم اليومية وسلوكهم
وتصرفاتهم في المجتمع نراهم يتصرفون بطريقة أبعد ماتكون عن الدين.
إذا , المسألة ليست مجرد نفاق أو جهل , إنما هي وعي فاسد بالدين.
هذا الوعي الفاسد يؤدي إلى نوع من التدين الظاهري الذي يحل مكان التدين الحقيقي \" اللهم لا نعلم من ظاهره إلا خيرا \".
وهذا النوع من التدين مريح وليس فيه عناء ولا مشقة ولا
يكلف جهدا ولا ثمنا باهظا لدى شبابنا لأنهم يحصرون الدين في الشعائر
الظاهرة والمظاهر الكاذبة.
فالدفاع عن الدين الحقيقي هو في تطبيق العدل والمساواة
والسلوك الإجتماعي والإستقامة وهذه مسائل محفوفة بالمخاطر وقد يؤدي التدين
الحقيقي إلى عدم كسب أي مصالح شخصية.
التدين الجديد والقشوري يمنح شبابنا وفتياتنا إحساسا كاذبا بالطمئنينة والرضا عن النفس.
هؤلاء الذين يتخذون من التدين الجديد لهم مظهرا هو أناس
يعيشون بيننا , يصومون , يصلون , يحيون الناس بتحية الإسلام ويلزمون
بناتهم وأخواتهم وزوجاتهم بالحجاب والنقاب وربما يضربون بيد من حديد لكل
إمرأة من نسائهم لا تلبس النقاب ولكنهم في الخفاء يفسدون في الأرض.
كل ذلك وهم يعتقدون أنهم أدوا واجبهم الديني كاملا غير منقوص منه أمام الناس وظهروا بمظهر المتدين أو الموالي في المجتمع.
وهذا النوع من التدين برز في مجتمعنا عند الكثير من أفراد
المجتمع الشباب فأدى إلى السلبية والغفلة وجعل شبابنا قابلين للإستبداد
الديني والسياسي.
وفي الفضائيات يظهر يوميا عشرات المشايخ الذين يتكلمون عن تعاليم الدين
ولكن لا نسمع أحدا منهم يتفوه عن حق المواطن أو حقوق المرأة أو حتى حقوق
الطفل في الحياة السلوك الخاطيء , إماطة الأذى وعدم التعرض لبنات الناس
بالمضايقة أو بقذف المحصنات.
هذا التدين الجديد هو التدين النموذجي في عرف المجتمع , لأن كل فرد يعيش
ويموت ويريد أن يعطي إنطباعا عنه وعن عائلته بأنهم أناس متدينون وملتزمون
بشرائع الدين , لذلك لو تمعنا كثيرا في معنى التدين الحقيقي فإننا نجده
يعبر ر عن الإستقامة الحقيقية في السلوك والمعاملة ومسؤولية عظيمة لحل
مشاكل المجتمع من فقر ومن سوء سلوك وتوضيح الدين الحقيقي
والبعد عن الخرافات.
ولكننا نرى أفراد المجتمع بتدينها الجديد يعاني الكثير منهم من الفقر ومن
البطالة ومن سلوك سيء في التعرض لأعراض الناس أو تلويث للبيئة أو إتباع
هوى وفساد في الأرض وعدم إحترام الناس وعدم إعطائهم حقوقهم وكل ذلك فقط
لإعطاء صورة ظاهرية جميلة للناس.
وحتى لو أقررنا بما يدور من حولنا من تخلف في السلوك وبعدا عن الدين الحقيقي , فإننا نرجعه إلى إحدى الإحتمالين:
1. إما قصور في العبادة ولذلك يعاقبنا الله على تقصيرنا .
2. وإما أن الله يختبرنا بهذا الشقاء فعلينا أن نصبر ولا نعترض.
إن التدين المزيف الذي نراه في معظم شبابنا قد أدى بنا إلى كل هذا الهوان والشقاء الذي نعيشه في مجتمعنا.
ولكن إذا أردنا أن نغير واقعنا , فعلينا أن نتبنى منهج الإسلام الحقيقي وليس هذا التدين الظاهري والمزيف.
[size=18][/size]